وصل المعاني

أكثر ما يسبب لي الضيق في هذه الحياة أنني لن أتوصل إلى معنى ما بمجرد سماع تجربة أو رأي شخص أثق به، ربما أتفهمه و أخذه معي في كل قرار أتخذه، وربما أعتبره حقيقة بديهية لا نقاش فيها ولكن لن أصل إليها، سأظل بجانبها أحميها من نفسي ومن الناس، دون أن يكون لي أي وصل!

معاني كثيرة أؤمن بها دون أن يكون لي أي صلة، قريبة أو بعيدة بها، مثل التوكل، أتأثر بحديث”لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله ؛ لرزقكم كما يرزق الطيرَ : تغدوا خماصًا وتروح بطانًا”، و تهزني آيه “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا” ولم أعرف التوكل يوما، ولم ألمسه بيدي.

ما زلت ابحث عن الرزق و السعادة في كل شيء، سوى الله، وما زلت أخاف من أن لا توصلني نفسي لما أريد، أخاف من أن أفقدها في منتصف الطريق، و من أن تفقد الأمل زادها الوحيد.

وما زلت أشعر بالضيق كل ما فقدت سبب كان يمدني بالحياة، دون أن ألجأ إلى المسبب ودون أن أبحث عنه.

أتمنى لو أن المعاني تصل إلى من تلقاء نفسها، أن أستيقظ و قد وجدت، التوكل، والرضا، بجانبي و قد كفيت وعثاء السفر وشدته وطوله.

يا رب المعاني و موصلها، يا من عرفت العارفين بيك و كفيتهم بك عن ما سواك، عرفني بك و علمني كل ما يرضيك ويوصلني إليك.

أضف تعليق