لا أشعر برغبة للكتابة في كثير من الأوقات، ولذلك أستقبل كل رغبة مفاجئة للكتابة بسعادة شديدة، وأرخي لها العنان أو أحاول على الأقل.
منذ زمن لم أكتب بتلقائية؛ أحبس كثير من الأفكار لأنها طفولية أكثر من اللازم أو لأنها تافهة، عندما أكتب لا تكتب فاطمة لوحدها، يكتب معي كل شخص أشعرني بأنني أقل مما ينبغى في كل شيء.
أرسلت قبل فترة تدوينة لشخص قريب، كانت تدوينة خاصة ولم يكن الغرض منها تقيمي ولم تكن استشارة ولم تكن صرخة استغاثة كانت مجرد تدوينة أنبأ فيها من أحبهم عن حالي، لم يقم هذا الشخص بأي رد عن فاطمة بل كان رده عن أسلوبها في الكتابة وهل ستصبح كاتبة يوما ما؟ وماذا عن مسيرتها التعليمية هل ستكملها؟ ولم يطرح الأسئلة كان يجيب ويأخذ القرار بنفسه.
أتعجب من الثقة التي يواجهني بها كل شخص يعطيني فيها رأيه سلبا أو إيجابًا، وكأنني بحاجة شديدة له و كأنني سأكون شخصا آخر بعد أن قال لي رأيه و سأغير وجهتي في الحياة بسببه ، ولكن أنا من كانت تطلب الآراء بلهفة شديدة وكانت تغير في نفسها كل ما لم يعجب غيرها.
لا أظن أن الكتابة شيء مستقل بذاته، و أستغرب من أي شخص يقول أنها شغفه أو أنها مهنته، الكتابة لا تأتي وحدها، معها دائما شيء يدعمها ويعطيها ما تقتات به أو بلغة اليوم”محتوى”.
وهذا “المحتوى” هو ما أبحث عنه و هو كنزي الضائع:(
لم أكتب حتى الآن تدوينة لائقة، كلما كتبته ثرثرة، أكتب الآن حتى تعود لي نفسي القديمة، أجعل من الكتابة حيلة أحتال بها عليها حتى إذا ما خرجت أمسكت بيدها ومنعتها من الرحيل مرة أخرى.