منذ اكثر من شهر و أنا لا أجد لنفسي وقت لأتساءل أو أفكر أو حتى لأناقش صديقة، مع ذلك وجدت نفسي قد تغيرت علي و كأنها استمرت في البحث والتعلم والتساؤل في غفلتي هذه.
وجدت نفسي تجمع تناقضاتي كلها وتتقبلها دون عناء فأنا مكتئبة و لا أريد أن أرى شمس الغد، و أنا متفائلة أحب الحياة و الناس و أريد أن أعيش لمئة عام.
لم أعد أبحث عن شخص يفهمني و يُفهمني نفسي، و لا أسعى لمعرفة الناس و أسبابهم و لماذا فعلوا ما فعلوه، لأنني لن أصل إلى شيء، سيبقى شيء ما لا أستطيع معرفته ولا فهمه ولا يستطيعون هم أيضا.
و الأغرب من ذلك كله أنني أسير في طريق مختلفة تماما، أشيح بنظري عن الطريق التي أحببتها لأعوام بحزن و لامبالة، و لا أدري أي الطريقين يشبهني، أيهما أنا، و أقرر أن اترك الاقدار تسير بي كيفما شاءت.
تذكرت بطل فلم شاهدته قبل أيام محامي مناضل وثوري، لا يعرف التملق والمداهنة يخرج ما في قلبه و لا يهتم بنتائج ما يقول، وجد نفسه يوم من الأيام يرى أن من يدافع عنهم لا يقدرون نضاله و ضياع شبابه و حياته لأجلهم، قرر أن يكون محامي مثل أي محامي آخر يعمل للمال والمال فقط.
و أظن أننا جميعا نجد أنفسنا في نفس الموقف مع أختلاف الظروف، نجهد انفسنا من أجل شيء ما وعندما لا نرى النتائج نسير في عكس ذلك الاتجاه تماما انتقاما لنفسنا القديمة و انتقاما لجهدنا الضائع.
هذا ما حدث معي بعد سنين من حب الكتابة و الأدب وجدت نفسي لا أحصد شيء من ذلك الحب ولا ذلك الجهد، كل من بدأ معي وصل لوجهته، وبقيت أنا ثابتة في مكان واحد لا أصل لشيء.
أو حتى لا أبالغ كعادتي، فأنا اتحرك و اغير طرقي و اصل لأماكن جديدة في كل مرة، و لكن لا أجد نفسي فيها ولخوفي من الغربة وبحثي عن الانتماء والحب في كل مكان، أرحل عن كل ما لا يشبهني.و لحسن حظي المتعة في الطريق وفي الرفاق الذين نجدهم في جوانبه يبحثون ويحلمون، ليست في الوصول إلى الوجهة، و أنا أعيش متعة المسير في الطريق مرات عدة.