عن الكتابة وأشياء أُخرى

أريد أن أكتب. ربما يكون هذا الشيء واضح لكل من يعرفني فأنا أدون منذ ٢٠١٨ وبدأت بالكاتبة وأنا في السابعة أو أقل، أذكر أنني وجدت أكياس من الورق في الحي وذكرتني بالأوراق التي أراها في المسلسلات التاريخية، بدأت بكتابة قصص عن معارفي و أقاربي عليها. وكنت أعلق على الصور التي يمكن اضافتها للرسائل النصية في جوال الكشاف وأرسلها لأمي التي كانت تعيش في مدينة أخرى، مرة من المرات وجدتها وضعتها مع الرسائل المفضلة، لم أرى أنها فعلت ذلك لأنها تحبني لكن لأنها تظن أني كاتبة عظيمة.

ومع هذا كله لم أعرف أنني أريد أن أكتب وأن أكون كاتبة إلا بعد كتابتي لبحث التخرج.

أريد أن أكتب حتى لو لم أكن موهوبة، ولو كان حسي الأدبي ميّت، ولو كانت لغتي ركيكة وأعجمية كأنها رواية مترجمة.

لأني أشعر أنني كائن حي ومفيد بالكتابة، والكتابة بالنسبة لي واجب فأنا أكتب عن نفسي وعن النساء الآتي لم تتح لهن الفرصة بأن يكتبن لأنهن حُملن مسؤوليات أهم منها في عمري وحتى في عمر أصغر مني، أشعر هذه الأيام أنني لا أحقق أحلامي وحدي بل أحلام والدتي وخالتي وعمتي وجدتي رحمها الله، وكل الجدات الآتي لم يكن لهن نصيب لا في شجرة العائلة ولا في أمجاد القبيلة، قد يجعلني هذا الكلام أصنف نسوية، ولكن أنا في النهاية امرأة وهويتي وثقافتي تتشكل بكوني امرأة -مع أشياء أخرى بالطبع-ولن أخفي هذا الجانب من نفسي حتى لا يُظن أنني نسوية.

وعودتي لتخصص اللغة العربية كانت لشعوري بمسؤولية كوني امرأة، كانت خالتي طوال الإجازة الصيفية تقول لي بصوت حزين ظننت أنك ستكونين أول دكتورة في العائلة، ربما يظن شخص ما أنا سعادته في اختياراته المهنية أهم من العائلة، ولن يكون مخطئا، لكن هناك تدرج في الأجيال لا بد أن يحدث حتى تصل لمرحلة اختيار سعادتك على العائلة، أظن أن نساء العائلة في الجيل القادم سيكون بإمكانهن أن لا يكملن دراستهن وأن يبحثن عن شغفهن، جيلي أنا يجب أن يسمح لهن بهذه الرفاهية.

استيقظت يوم من الأيام وقد آمنت بحقيقة أن الحياة لن تصبح ألطف و أجمل مع الأيام وبأنني لن أجد الراحة ما دمت على هذه الأرض، والغريب أن إيماني هذا سهل علي الحياة، لم أعد أحاول أن أشرح نفسي قد تقول ها هو الرابط العجيب يمشي على قدمين لكن هناك رابط، نحن نشرح ونحلل لأننا نريد أن تكون حياتنا أسهل لأننا نظن أننا قمنا بالواجب وأقمنا على الشخص الآخر الحجة وهو قرر أنه لا يريد أن يفهم لأنه أحمق، لكن إذا شعرت أن الدافع الذي يجعلني أشرح هو حبي لمن أحدثه و رغبتي بوضعه في رحابة اليقين وإبعاده عن ضيق الشك ووسوسة الشيطان فسأشرح، المهم أن لا يكون السبب أنني أظن أن حياتي ستكون أسهل لأنني تحدثت أو”فضفضت”

أفكر هذه الأيام في صورتي التي أحاول أن أجعل العالم يراها، أخاف من أن تكون منافقة أو غير حقيقية، وأنني أريد أن أبدو لطيفة أكثر من الواقع، ومتدينة اكثر من تديني الحقيقي، وحتى في الحب أخاف أن لا يكون حبي حقيقي بل مشروط، أُحب إذا شعرت بالحب، و أكره إذا لم أجد الحب الذي أرى أنني استحقه.

ولكن دائما ما أُختبر في الأشياء التي أحبها أو التي أؤمن بها، لا بد أن يحدث شيء ما وأجد ضميري يصرخ بي: أهربي الآن يا منافقة. أتمسك بحبي و إيماني في أوقات، وفي أوقات آخرى أكتشف مشاعري الحقيقية وأتخلى عنه، وأشعر بالامتنان لله لعدم تركه لي في جهلي ولتعليمه لي كل يوم، أحب الله.

أضف تعليق