كل الأشياء

لا أعرف حياتي قبل هذا الجرح ولا أعرف آمالي ولا أحلامي قبله، لكن أتذكر أنني كنت أطلبه من الله في كل وقت

وكانت صديقتي تنهاني عنه وتحاول أن تريني حقيقته

ولم أستمع إليها بل استمريت بالدعاء إلى أن استجيب

وتغير الدعاء إلى: اللهم أصرف عني هذا ولا تبتليني بمثله.

والآن كل الجراح تعيدني له، وكل ألم وكل إبتلاء وكل حزن يعيدني له وكأنه هو البداية والنهاية وكل الأشياء ، تهون كل الجراح بعده وتقصر أن تبلغ شأوه وبُعده، تعود من حيث أتت لأنه لم يدع لها موضع قدم ولا إصبع.

في بدايته كنت أتسائل عن جدواه وسببه، ولكن اليوم لا أتسائل، هل يتسائل الإنسان عن نسبه وعن وطنه بل هل يتسائل عن سبب وجود قدمه؟، وهذا الجرح مثلها، جزء من هويتي ومن نفسي، ولا أعرف نفسي دونه.

أحاول أن أتخيل اليوم الذي أستيقظ فيه دون أن أتذكره، وكل ما أتخيله هو الموت والفراغ، أشعر أن فراقه لن يحين إلا في اللحظة التي تخرج فيها روحي، وفي بعض الأحيان أفكر أنه سيرافقني في البرزخ.

لم أعد أفكر في شفائه ولا أبذل الأسباب لعلاجه، ولا أشعر بوجوده، لكن أعرف أنه موجود، أراه في القصائد، والأفلام التي تنتهي بنهاية سعيدة، في وجوه الأصدقاء، و وجوه الأقارب، أراه في غريب يحاول أن يعرفني، في الأغاني والتي صارت كلها تشبهني.

لا أظن أن هذا الجرح سيفارقني.

أضف تعليق