في ٢٠٢٢ كتبت تدوينة بداية جديدة وإلى الآن أقرأها كل سنة بعد أيام ميلادي وأشعر بالإمتنان والحب لنفسي القديمة التي كتبت تلك التدوينة ووثقت تطوري ورحلتي في الحياة، كانت تلخيص لكل ماعشته قبل تلك السنة.
مالذي حدث خلال هذه السنوات الثلاث؟
أحيانا أشعر أنني قمت بجذب نية قلب الحياة بتلك التدوينة.
اختلفت تماما بعدها، توقفت عن الحب، وعن التفكير والتحليل، وعن البحث عن نفسي، شعرت بالملل من التكرار من الوصول والعودة والوصول.
لم تكن لدي أي فكرة عن ماهيتي ولا عن الحياة، كنت في وضع النجاة، كل ما أريده مضي العمر والأيام.
عرفت أنني كنت أسير بعصا الكتابة واتكأ عليها، وعندما منعت منها، منعت من الحركة.
كنت كالأعمى، أتخبط يمين وشمال، في غرفة ضيقة ولا أبواب فيها.
كنت أظن أنني متشائمة لكن أتضح أنني كنت مليئة بالآمال والأحلام؛ في كل مرة أقرأ فيها كتاباتي القديمة ومحادثاتي مع صديقاتي أشعر أنني أنا من أوصلت نفسي لهذه الحال، بكلماتي السيئة وظنوني الأسوأ.
قبل أيام في جلسة صفاء مع الذات قلت هذه ثلاث مرت، تكفيرا عن ذنوبي، لم أشعر بالغضب كعادتي، لم أتسائل، كيف؟ ثلاث سنين مضت دون أن أكتسب فيها شيء لنفسي؟
تعلمت الرضا، وأنني أمة لله أسير في ملكوته، وتحت حكمه، يتصرف بي، ولا أتصرف في نفسي.
لم أحب نفسي القديمة ولم أقدرها خجلت منها شعرت بالعار والخزي منها، كانت تتلكم اكثر من اللازم، تحب أكثر من اللازم، تشارك أكثر من اللازم، كانت أكبر مني وأجمل، ولذلك خسرتها.
وضع البقاء survival mode
لم أكن أعرف أنني أعيش فيه، كنت أظن أن هذا مايعنيه التقدم في العمر، تقل لهفتك للأشياء، تبتعد عن الناس، وعن نفسك، وتشعر بالملل.
تفقد قدرتك على البكاء لأن مخزون دموعك نفذ، والضحك لأنك رأيت كل شيء.
لكن الغضب؟ مكون لا يمكن العيش بدونه مع الأكسجين والماء.
لم أعرف أنني في وضع غير طبيعي إلا بعد أن حصلت مشكلة مع شخص ما، وبكيت، وفي وسط بكائي ضحكت، لأنني من سنين لم أبكي من أجل أحد.
وازداد وضوحها عندما فرحت لأنني افتقدت صديقه كنت أظن أنني خسرتها إلى الأبد.
وعندما عفوت وسامحت وقررت أن أتخلى عن غضبي على كثير من الناس، خرجت من الماء.
الجاي
لا أريد أن أعتمد على نفسي، وأن أظن أنها ستقوم بحل كل شيء لوحدها، أريد أن أعرف أن الأمر بيد الله، وهذا أفضل لأنه يستطيع أن يوصلني لما أريده في وقت أقل من الذي وضعته لنفسي بسنوات.
أن أؤمن بسعة الحياة وكثرت الخيارات، وأن الحياة لا تتوقف على شيء، وأنني لم أعرف إلا القليل من نفسي ومن الحياة، وهذا يجعل خياراتي اكثر من أن تعد أو تحصى.
أن أشعر بأقدامي على الأرض، وروحي بين جنبي، أن أشرب كوب الماء، وأنا لا أفكر بشيء غيره.
أن أنتصر على الهوى والنفس بعد حرب دامت لعقد من الزمان.
و أن تكون هذه نهاية السنين العجاف.