….

لا يوجد أي عنوان يناسب هذه التدوينة ربما تكون “نفثة مصدور” أو تأملات أو محاولة لفهم الحياة. 

أكتبها لأفهم أنا أولا قبل أن يكون لدي أي هدف آخر. 

كنت أقرأ في مذكراتي التي كتبتها قبل ٧ و ٨ أعوام و وجدت الكثير من الأحلام والأمال والمخاوف، حدث بعضها، ولم يحدث الآخر، ولم تكن بذلك التأثير الكبير. 

الغريب أن نفسي في الماضي تتحدث معي وكأنها تعرف الطريقة التي أقرأها بها، ولا يغير هذا أي شيء. 

و البارحة سهرت على مدونة الكاتبة التي تعرفت على عالم التدوين بسببها في بداية مراهقتي، وحلمت أن أكون هي، توفيت قبل أن أعرفها بسنتين أو ثلاث، ولأنني عرفتها في رمضان، قضيت رمضان ذلك كله بالدعاء لها بالرحمة والبكاء على شبابها. 

وسبق هذه القراءة وفاة قريبتين لي رحمة الله عليهما، وزاد هذا من صعوبة هذه القراءة ومن فهمي لها. شعرت أنني في القراءتين؛ عرفت أشياء لم أكن أعرفها عن الحياة. 

 والمؤسف أنني لا أعرف كيف أصف ما عرفته، ولا أن أشرح غير أنني فهمت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “ما لي وللدنيا؟، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها”

نعيش نحن هذا العبور السخيف وكأنه أبدي، نبني قصور من الخيال وبيوت من الأوهام، ونستوطن هذه الأرض الضيقة، ونحرث فيها بذور ليست لها ولن تكون لها. 

يخيفني هذا النسيان، يخفيني هذا الاستيطان، يخيفني طول الأمل

وهذا الانتظار الطويل. 

ولا أفهم أبدا كيف أننا لا نمل هذا التكرار للأحداث في حياتنا الخاصة والعامة وأن التاريخ يعيد نفسه مئات المرات، دون أن يكون لهذا التكرار والإعادة أي فائدة. 

عاشت هذه الكاتبة رحمها الله في بداية الألفين نفس الأحداث الكونية التي أعيشها أنا بعد ٢٠ عام تقريبا، وعشت أنا القصة نفسها عشرات المرات، وفي كل مرة تصرفت وكأنني لم أعشها من قبل، مع أنني لو فتحت الصفحات الأولى في مذكراتي كنت سأراها مكتوبة، ولذلك لا يمكنني أن ألوم العالم على إعادة قبحه كل عقد ولا لوم البشر على غبائهم. 

لا أشعر أن غشاوة أزيلت بل جبال من الغشاوات أسقطت وأنا أراها، وأشعر أن جبال أخرى مازالت قائمة تسقط ببطء شديد، وكلي خوف من رؤية ما تحجبه عني. 

رأي واحد حول “….

اترك رداً على Afaf ♥️♥️♥️. إلغاء الرد